الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
إخوان جماعة دينية متطرفة، ظهرت على مسرح الأحداث قبل مئة عام تقريبا، وجعلت أهم أهدافها إعادة دولة الخلافة التي أسقطتها الثورة العربية، وبالرغم من أن الحكومة التركية الجديدة أعلنت أنها علمانية ومعادية لكل ما هو ديني، كما كانت الأحزاب المصرية تنادي بتأسيس دولة مدنية ديموقراطية محررة من الاحتلال الإنكليزي علمانية لا تفرقة بين الشعب بسبب الدين ورفعوا شعارهم المشهور "الدين لله والوطن للجميع"
قال معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه، الصحابي وأحد كتاب الوحي، ووالي الشام لعشرين عاماً ثم حاكم الدولة الإسلامية لعشرين عاما أخرى، قال: "أعلم أني لست خيركم، ولكني خير لكم". عبارة تدل على ذكاء صاحبها وعمق فهمه في السياسة وإدارة الدولة، فهو يعترف أنه ليس أفضل أهل عصره، فهناك من أفضل منه علما وقرابة للرسول، صلى الله عليه وسلم، ومن سبقه للإسلام، ولكنه يؤكد في الوقت نفسه أن وجوده على رأس الدولة فيه خير كثير للأمة.
من المؤكد أن نظامنا التربوي يحارب هذا الفكر، وكذلك الأسرة الكويتية لا تشجع الأبناء على تبني مثل هذا الفكر العدائي، فالمدرسة والأسرة بيئتان مهمتان في التنشئة الاجتماعية، وكلتاهما تحاربان بشدة تنشئة الأبناء على حب الشغب والاعتداء على الآخرين، إذاً هناك بيئة أخرى غرست لدى هؤلاء النواب حب الشغب والتعالي على الوزراء.

وَمَنْ لَـمْ يُـصَانِعْ في أُمُورٍ كَثِيرةٍ

يُـضَرَّسْ بِأَنْيَابٍ وَيُـوْطَأْ بِمَنْسِمِ

البيت لزهير بن أبي سلمى، الشاعر الجاهلي ويعني أن الإنسان الذي لا يداري شعور الناس ولا يجاملهم، وينتقد كل صغيرة وكبيرة، سيحتقره الناس وسيداس بالأقدام، النقد قد يكون مقبولاً إذا جاء من إنسان أو مجموعة تهدف للإصلاح، ولكن أحيانا يقصد بالنقد التشهير وتشويه السمعة، وخصوصا إذا جاء من جماعة دينية متطرفة، هدفها هدم الدولة، لأنها تربت على كراهية الدولة، وتسعى إلى هدمها وتسميها "دولة الطواغيت"، وتتطلع لقيام دولة الإسلام كما تفهمه تلك الجماعة وتتطلع لفرضه على العالم الإسلامي.


قال تعالى: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً". (الكهف: 103، 104).

يخاطب الله رسوله صلى الله عليه وسلم قائلاً له يا محمد يا أيها النبي قل للبشر جميعا: هل تريدون معرفة من هم أشر الناس وأخسرهم عند الله، إنهم أولئك البشر الذين يقومون بالأعمال السيئة والقبيحة، ويعتقدون في أنفسهم أنهم يقومون بالأعمال الصالحة والحسنة. إنهم جماعة يصفهم القرآن بالجماعة الضالة الضائعة، الذين فقدوا الإحساس بالواقع فلا يملكون القدرة على التمييز بين الحسن والقبيح، وقد ينطبق مضمون هذه الآية الكريمة على ما يقوم به بعض نواب هذا المجلس من أعمال صبيانية عبثية لتعطيل جلسات المجلس وإضرار بمصلحة الدولة، ثم يدّعون أنهم يقومون بأعمال لمصلحة الدولة. لقد زين لهم الشيطان سيئ أعمالهم وأعمى بصيرتهم فأصبحوا عاجزين عن التمييز بين الصالح والطالح.



السابق | 1-10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21-30 | التالي

من 71 إلى 75 من اصل 619
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com