| 
									تواطؤ لإضرام النار بوجه العرب والمسلمين  | رجوع 'كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله، ويسعون في الارض فسادا، والله لا يحب المفسدين'ِ تصور هذه الآية النزعة الشريرة لطائفة من بني اسرائىل، تسعى الى اشعال الحروب والفتن والافساد في الارضِ فالاسلام يحرص عندما يتحدث عن نوازع الشر لدى اهل الكتاب، ان يقول ان فريقا منهم او من الذين هادواِ لذلك، يجب التمييز بين المسيحية او اليهودية كديانتين سماويتين، يجب الايمان بهما واحترامهماِ والصهيونية كفكر متطرف هدام، يستخدم اقذر الوسائل لتحقيق اهدافه الشريرةِ وفي هذا السياق، يجب رفض فكر التطرف الاسلامي كفكر طالبان والقاعدة، الذي ينادي بإشعال حرب دينية اسلامية مقدسة ضد النصارى واليهود، لأنه لا يقل خطورة عن التطرف الصهيونيِ  ومن هذا المنطلق، سننظر الى ان قرار الحرب على العراق لم يكن جديدا مرتبطا بأحداث 11/9، كما يزعمون، بل كان قرارا مبيتا يمثل تجسيدا لاستراتيجية مرسومة، تهدف الى تحقيق عظمة اميركا وامن اسرائىلِ وامن اسرائىل يعني توسعها وتمكينها من اقامة دولتها الكبرىِ وتعاون لتحقيق هذه الاستراتيجية، اصحاب الشركات الرأسمالية الذين يلهثون وراء وحدانية السوق، للسيطرة على التجارة العالمية والتحكم فيها، والذين يرون ان الحرب ستنعش الاقتصاد، وتسهم في ازدهار اميركاِ واليمين المسيحي الصهيوني الاميركي الذي زعم اباؤه المؤسسون منذ ان وطئت اقدامهم الارض الاميركية انهم اصحاب رسالة دينية وروحية وسياسية يجب ايصالها الى الآخرين، ولو بطريق القوة، لذلك اشعلوا حروبهم التوسعية والعدوانية، وهم اليوم في اوج قوتهم، واليمين اليهودي الصهيوني الاميركيِ  واذا كان اليمين المسيحي الاميركي يدعم قيام اسرائىل الكبرى الى اسباب لاهويتة، الا انه قد يراعي المصالح الاميركيةِ بينما يضع اليمين اليهودي الاميركي مصالح اسرائىل في المقام الاولِ ولقد استحوذت فكرة قيام اسرائىل الكبرى على فكر بيغنِ لذلك نشط في بناء المستوطنات في الضفة الغربيةِ ولما اعتبر كارتر ان تلك المستوطنات غير شرعية، وتتعارض مع قرارات مجلس الامن، تعاون اليمين الاسرائىلي مع اليمين المسيحي الاميركي والمنظمات اليهودية الاميركية لإسقاطهِ وفي عهد ريغان اعلن بيغن ضم مرتفعات الجولان الى اسرائىل 1982ِ وقبل غزو لبنان ارسل وزير دفاعه ارييل شارون ليضمن تأييد اليمين المسيحي لذلك العدوان، فاعطوه الضوء الاخضرِ وعندما كان نتانياهو سفيرا لبلاده في الامم المتحدة وثق صلاته وارتباطاته باليمين المسيحيِ وفي 1998 ابان زيارة نتنياهو لواشنطن وهو رئيس وزراء لم يتوجه اولا لمقابلة الرئيس كلينتون، بل قابل في البداية جون فالويل زعيم اليمين المسيحي، ذلك المبشر الذي يؤكد دعم المسيحيين الدائم والشامل للدولة العبرية والمنظمات اليهوديةِ ولقد امدوا نتانياهو اثناء تلك الزيارة بالنصائح والمعلومات واللغة التي يجب ان يخاطب بها الشعب الاميركي ليكسب ودهِ ثم ازدادت تلك العلاقة قوة وصلابة بعد انتخاب شارونِ  ومن الصهاينة اليهود الاميركان الذين اصبح لهم تأثير على السياسة الاميركية بول وولفويتز نائب وزير الدفاع ودوغلاس فيث وكيل وزارة الدفاع وريتشارد بيرل رئيس مجلس سياسة الدفاع، واليوت ايرامز مدير الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي وجون بولتون وكيل وزير الامن ومراقبة التسلح الدولي وآري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض، وآلاف من رجال المال والاعمال والاعلام الذين سيطروا على مؤسسات المال والفكر والاعلامِ ومن ثم استطاع اللوبي اليهودي الصهيوني ان يحقق نجاحات كبيرة في المجتمع الاميركي، ليصل برسالته الى عقل المواطن الاميركي وقلبه ومشاعره، وشكل في تحالفه مع اليمين المسيحي اصولية دينية سياسية واجتماعية تهدف الى دعم اسرائىل بكل قوة وتأجيج مشاعر الكراهية والعداء ضد العرب والمسلمين وتشويه صورتهمِ ويسعون الى افشال عملية السلام ويرفضون مبدأ تنازل اسرائىل عن الارض مقابل السلام، بل يطالبون بأن تحتل مزيدا من الاراضي العربية ويشجعونها على ممارسة اشد انواع العنف والتعذيب ضد الشعب الفلسطيني لإجباره على النزوحِ  ومن الوسائل التي اتبعتها جماعات الضغط المتمثلة بالمنظمات الصهيونية المسيحية واليهودية ورجال المال لتحقيق اهدافها، تأسيس مراكز بحوث كمؤسسة التراث، والمشروع الاميركي، ومركز هوفر للدراسات الاستراتيجيةِ وتبدو هذه المراكز كأنها ذات طابع علمي اكاديميِ ولكنها في الحقيقة ليست الا مخلبا من مخالب الشر مسخرة لاضرام الحروب، وبث الحقد والكراهية ضد العرب والمسلمين وتشويه صورتهمِ وتمول الشركات الرأسمالية تلك المراكز لتوجه نتائج دراستها لخدمة مصالحها واطماعها، كما تتبرع بسخاء على مرشحي الانتخابات الرئاسية والتشريعية لتتمكن من السيطرة على عملية القرار السياسيِ وزحف اليمين الصهيوني على تلك المراكز ووجد فيها مرتعا خصبا لزرع سمومه واحقادهِ  ولتوضيح الدور الصهيوني في شن الحرب على العرب والمسلمين، انه قبل انهيار سور برلين وسقوط الشيوعية بقليل، بدأت تظهر الدراسات التي تتمحور حول صراع الحضارات، وتصور الحضارة الاميركية وكأنها تعيش في صراع مرعب ومخيف مع الحضارة العربية الاسلاميةِ واستنتجوا بحتمية ظهور حرب بين الحضارتين، لان الحضارة العربية الاسلامية مليئة بالقيم التي تتناقض والحضارة الاميركية، لذلك طالبوا بتدمير قيم تلك الحضارة وثقافتها قبل ان تستقوي وتدمر الحضارة الاميركية، فاكدوا على ان العدو الآن لاميركا هم العرب والمسلمون، لتبرير شن العدوان على اراضيهم واحتلالهاِ وهناك العديد من المؤلفات التي تؤكد هذا الاتجاه، ولكن نريد ان نشير الى امثلة توضح دور الصقور في الادارة الحاليةِ من ذلك انه في عام 90 شكل ديك تشيني بصفته وزيرا للدفاع لجنة من وولفويتز ولويس ليمبي (وكانا مساعدي وزير الدفاع) لرسم خطوط سياسية جديدة للخارجية الاميركية لعالم ما بعد الحرب الباردةِ وفي 21/5/90 عرضا افكارهما فطالبا فيها ان تشكل اميركا باقي العالم وان تفرض هيمنتها وتمنع نشوء قوة منافسةِ فمذهبهما يرتكز على الحرب الاستباقيةِ واذا كانت تلك الافكار تنطبق على كل مكان الا انهما حصراها في منطقة الشرق الاوسط نظرا لاهميتها في تحقيق الاستراتيجية الاميركية وشرحا اهمية احتلال العراق والسعوديةِ ويلاحظ انهما قدما تلك الافكار قبل غزو العراق للكويت، ثم بلورا تلك الافكار في وثيقة سميت 'دليل الدفاع عن البنتاغون' في 92 واكدا فيها على اهمية احتلال العراق والسعوديةِ ويقول وولفويتز ان الادارة اقتنعت باهمية احتلال العراق ومازالت تفكر بالسعودية غير ان سقوط بوش ومجيء كلينتون ادىا الى تجاهلها، وتم احياؤها في 98 بعد ان نشر مركز المشروع الاميركي لقرن جديد دراسة تطالب باحتلال العراق واقصاء صدام وقد وقعها 40 شخصية، منهم تشيني ورامسفيلد وولفويتز وريتشارد بيرل وليمبي وبولتون وابرامز وخليل زادِ وعندما لم يتعامل معها كلينتون بصورة جدية، استعانوا بالكونغرس مجلس الشيوخ، ونتيجة لتلك الضغوط تم اصدار قرار تحرير العراق في 11/98ِ وبعد نجاح بوش ومجيء الصقور الى البنتاغون حرصوا على تنفيذ مخططهم العدوانيِ  ومن الملفت للنظر ان هذه الحرب العدوانية ضد العرب والمسلمين، التي تشن تحت ستار الحرب على الارهاب وتعزيز الديموقراطيةِ تتفق تماما مع خطط اسرائيل الاستراتيجية، التي تبناها الليكود ونشرت في مجلة 'كيفونيم' (توجهات) الصادرة عن المنظمات اليهودية في القدس في فبراير 1982ِ وتهدف تلك المخططات الى اعادة بناء الشرق الاوسط، وانشاء منطقة امنية لاسرائيل تمتد من باكستان الى افريقياِ فتدعو الى ضرورة تمزيق تلك الدول، واقامة دويلات تحل محلها في مصر وسوريا والسعودية والعراق والسودان وليبيا، على اساس ديني وعرقي ذات كيانات صغيرة واقل اهميةِ ويتفق هذا الرأي مع ما اعلنه بوش قبل غزو العراق عندما اعلن انه سيعيد تشكيل المنطقة من افغانستان الى المغرب بما يتفق والمصالح الاميركية وامن اسرائيلِ كما يلاحظ انه بعد احتلال العراق بدأت تبرز محاولات تشجع على تقسيمه الى دويلات طائفية وعرقية، كما بدأوا يهددون سوريا والسعوديةِ وقد تكون المقاومة العراقية اعاقت تنفيذ مخططهم، فهم ينتظرون الاجهاز عليها لتنفيذ مخططهم العدوانيِ  ويتساءل الكثير عن اسرار التواطؤ المريب بين مصالح اميركا واسرائيل، وعن دور اسرائيل في دفع اميركا للدخول في تلك الحرب التي تنفذ تنفيذا حرفيا مخطط اليمين الاسرائيلي المرسوم في مطلع الثمانيناتِ وها هو وولفويتز يصدر مذكرة في 9/12 يطالب فيها بحرمان الدول التي عارضت الحرب على العراق والدول التي امتنعت عن ارسال قواتها اليه من المشاركة في اعمار العراقِ ثم تتبنى الادارة الاميركية ذلك الرأيِ ويؤلف ريتشارد بيرل (امير الظلام، الذي اقصي من رئاسة مجلس الدفاع لفضائح مالية، ولكنه لايزال مستشارا في البنتاغون)ِ وديفيد فروم (الذي كان يكتب خطابات بوش) الفا كتابا تحت عنوان 'نهاية الشر' يحرضان فيه على احتلال سوريا وتغيير نظامها، ويطالبان اعتبار السعودية دولة معادية لاميركا، ويحثان على الاستمرار في الحرب التي بدأت على افغانستان والعراق ويحذران من خطورة فتور الهمةِ ويزعم بلير في خطاب ألقاه امام قواته التي تحتل العراق ان الخطر الذي يهدد العالم يكمن في التطرف الاسلامي ليبرر ان التطرف الاسلامي المتمثل في طالبان وتنظيم القاعدة والجماعات الدينية المتطرفة، لا يتعاطف معهم ولا يناصرهم الا فئة محدودة في المجتمع العربي وا
 11/1/2004
 
 |